١. البداية: عندما كانت Medal of Honor هي الملكة (2003)
قد لا يصدق جيل Z هذا، لكن كان هناك زمن لم تكن فيه Call of Duty موجودة. عالم ألعاب التصويب (FPS) كان ملكاً لشركة EA ولعبتها Medal of Honor. لكن مجموعة صغيرة من المطورين شعروا بالملل من سيطرة الشركات الكبرى، فانشقوا وأسسوا استوديو صغيراً يسمى Infinity Ward.
كانت مهمتهم واضحة: صنع لعبة حرب لا تكون فيها "رامبو". أنت مجرد جندي واحد في كتيبة ضخمة. في عام 2003، صدرت أول Call of Duty، وغيرت ألعاب الكمبيوتر للأبد. لأول مرة، شعرت برعب الحرب الحقيقي مع تأثيرات "صدمة القصف" (Shellshock).
٢. أسطورة CoD 2: ليالي "توجان" ومقاهي الإنترنت
إذا كنت لاعباً عربياً في عام 2005، فبالتأكيد قضيت نصف عمرك في خريطة Toujane (توجان - تونس). كانت Call of Duty 2 هي الملك المتوج في مقاهي الإنترنت (Game Nets). لا يوجد "بيركات" (Perks)، لا يوجد "كيل ستريك" (Killstreaks)، فقط مهارتك في التصويب.
٣. الثورة الحديثة: كيف غيرت CoD 4 العالم (2007)
عام 2007. العام الذي تغير فيه كل شيء. اتخذت Infinity Ward مخاطرة هائلة: "دعونا نترك الحرب العالمية الثانية".
لعبة Call of Duty 4: Modern Warfare اخترعت الشوتر الحديث. الركض السريع، الكيل ستريكس (رادار، غارة جوية، هليكوبتر)، ونظام "Create-a-Class".
أما طور القصة (Campaign)؟
مهمة "All Ghillied Up". الزحف وسط الحشائش في "تشيرنوبل" بينما تمر الدبابات بجوارك... لا تزال هذه اللحظة الأكثر توتراً في تاريخ الألعاب.
٤. القمة: MW2، اللوبيات السامة، والخيانة العظمى
عام 2009. الذروة الثقافية. Modern Warfare 2.
اللوبي (The Lobby)
لن تصمد دقيقة واحدة في لوبي MW2 اليوم. كانت ساحة حرب نفسية. الجميع يصرخون، والمايكروفونات رديئة، والجميع يحاول تنفيذ لقطة "360 No-scope" من فوق الرافعة في خريطة Highrise أو Rust. هنا ولدت مصطلحات مثل "Toxic" (سام).
"حسناً، هذه نهاية خيط آخر."
يجب أن نتحدث عن ذلك. اللحظة التي كسرت قلوبنا. قاتلنا عبر الجحيم للحصول على بيانات الـ DSM. وثقنا في الجنرال شيبارد. وماذا فعل؟ أحرق "غوست" و"رواتش" بدم بارد. تلك السيجارة اللعينة... تلك اللحظة جعلت شيبارد أكثر شخصية مكروهة في التاريخ، حتى أكثر من ماكاروف.
٥. الأرقام يا ماسون!: جنون Black Ops 1
عندما اعتقدنا أن الأمر لا يمكن أن يصبح أفضل، تدخل استوديو Treyarch. لعبة Black Ops أخذتنا إلى الحرب الباردة بقصة نفسية معقدة. "الأرقام يا ماسون! ماذا تعني؟"
والزومبي؟ تحول من مجرد طور جانبي إلى أسلوب حياة. الركض في دوائر (Training) في خريطة Kino Der Toten، البحث عن الصندوق العشوائي (Mystery Box)، والهلع عندما تظهر الكلاب النارية. أيام لن تتكرر.
٦. اللعبة المثالية: لماذا Black Ops 2 هي الأفضل؟ (Goat)
اسأل أي لاعب محترف، وسيخبرك: Black Ops 2 كانت قمة كود التنافسية.
- راؤول مينينديز: شرير لديه دافع فهمناه وتعاطفنا معه.
- نظام Pick-10: أفضل نظام لتخصيص الأسلحة تم صنعه على الإطلاق.
- League Play: لأول مرة شعرنا أننا لاعبون محترفون في غرف نومنا.
٧. العصور المظلمة: حقبة الـ Jetpack (طيران وقفز)
بعد Ghosts (2013) التي فشلت في ملء فراغ MW2، أصيبت Activision بالذعر. نظروا إلى لعبة Titanfall وقالوا: "اللاعبون يريدون الطيران!". كانوا مخطئين.
- Advanced Warfare (2014): كيفن سبيسي وبذلات "إكسو". ولدت هنا ميم "Press F to Pay Respects". نظام صناديق الغنيمة (Supply Drops) جعل اللعبة "ادفع لتفوز" (Pay-to-Win)، مما أغضب المجتمع.
- Infinite Warfare (2016): المجتمع انفجر غضباً. أصبح إعلان اللعبة الفيديو الأكثر ديسلايك (Dislike) في تاريخ يوتيوب. لم نكن نريد ليزر وسفن فضائية؛ كنا نريد "أقداماً على الأرض" (Boots on the Ground).
٨. عودة الملك: ريبوت Modern Warfare 2019
"برافو 6، التحرك في الظلام." (Bravo Six, Going Dark).
في 2019، أنقذت Infinity Ward السلسلة. بنوا محركاً جديداً. الرسوميات أصبحت واقعية بشكل مخيف. صوت الأسلحة كان يصم الآذان. ونظام Gunsmith سمح لنا بتحويل كلاشينكوف إلى رشاش خفيف. عادت هيبة كود.
٩. عصر فارزون: ذكريات الحجر الصحي
10 مارس 2020. دخل العالم في إغلاق شامل بسبب كورونا. وفي نفس اليوم، أطلقت Activision قنبلتها: Warzone.
كانت العاصفة المثالية. فيردانسك (Verdansk) أصبح بيتنا الثاني. نذكر الهبوط في الـ Superstore، والتخييم (Camping) في برج المطار، والقتال من أجل الحياة في الـ Gulag.
- DMR 14: طلقتان، وأنت ميت. صوت هذا السلاح لا يزال يطاردنا في أحلامنا.
- شوتغن Doof-Doof (R9-0): طلقات نارية تعميك في السلالم الضيقة.
- سكن "روز" (Roze Skin): ظل أسود غير مرئي يجلس في الزاوية. ألم خالص.
١٠. الخاتمة: المستقبل مع مايكروسوفت
اليوم، الوضع معقد. MW3 (2023) بدت وكأنها إضافة (DLC) بسعر 70 دولاراً مع قصة قصيرة وكسولة.
ولكن مع استحواذ مايكروسوفت على Activision Blizzard، هناك أمل جديد. الأمل في أن تصل ألعاب كود القديمة إلى خدمة Game Pass، مما يحيي لوبيات Black Ops 2 من جديد. الأمل في دورة تطوير مدتها سنتان بدلاً من الإصدارات السنوية المتسرعة.
لقد نجت Call of Duty لمدة 20 عاماً. نجت من منافسة Battlefield، ومن جنون الباتل رويال، ومن قراراتها السيئة. لماذا؟ لأنه في النهاية، لا شيء يضاهي شعور رؤية اسمك في الـ Killcam النهائية.
أيها الجندي، انهض على قدميك. نحن مغادرون! (On your feet soldier, we are leaving!)
